ترثي الخنساء أخاها صخرا ,وتشيد بأخلاقه و فضائله , فتقول إذا جن عليها الليل تذكرتة , فتطرد ذكراه النوم عن عيني , ويلازمها الأرق , فإذا أصبحت ظهرت عليها سيمات الضعف كمريض انتكست علته , بعد أن كان يبرأ منها وحق لها ذلك فان صخرا فتى ليس له مثيل في خوض المعارك ,ونزال الأعداء فمصيبتها فيه ,لم يصب بمثلها أنس ولا جن , فقد كان أشد الناس تحملا لحوادث الدهر , وتقلبات الزمن , وأفضلهم مشاركة في الخطوب والنوازل , وكثير من الضيوف الذين لجئوا إليه ليلا وجدوا عنده مطلبهم , فان كانوا جياعا أطعمهم وان كانوا مستجيرين أو مروعين أمنهم حتى يزول عنهم شقاؤهم , وتبددت مخاوفهم