تفسير الاية الكريمة: (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)

السلام عليكم ورحمة الله وبركلته أعزاءي، في موقع الخليج اليوم سنقدم لكم موضوعا إسلاميا وجرسا تربويا عظيما الا وهو تفسيرا ميسرا وبسيطا للآية الكريمة في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) 101
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) هذا تأديب ودرس عظيم من الله [ تعالى ] لعباده المؤمنين ، ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها ; لأنها اذا أظهرت لهم تلك الأمور ربما ساءتهم ولم تعجبهم وشق عليهم سماعها ، كما جاء في الحديث النبوي الشريف : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " .

ولذاك أصدقائي علينا اجتناب كل ما ليس لنا علاقة به والابتعاد عنه، وعدم السؤال عنه، لان هذا بالضبط ما اوصنا به المولى ويجب علينا طاعته. فالناس اليوم يسألون كثرا ويتدخلون في أشياء لا تعينهم اطلاقا مثل الحمل وموعد الولادة، ولا يتوقفون عن التخمين وتوجيه أسئلة من هذا النوع، وأحيانا علناً وبصوت مرتفع، مما يسبب للآخرين إحراجاً شديدا. فهذا تجاوز للأدب في حديثهم مع الآخرين، وسببه الجهل وقلة الاهتمام بالتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، ومن ذلك ما يقع فيه الكثيرون من التدخل فيما لا يعنيهم، والسؤال عن أمور الناس الخاصة. ومنهي عن والدليل حديث النبي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) رواه الترمذي (2318) وصححه الألباني.
والله اعلم.