هل يجوز قراءة القران من الجوال في صلاة التراويح ؟
.
قراءة القرآن من الجوّال أثناء الصّلاة من المسائل المُعاصرة التي فرضتها تطورات الحياة والتطوّر التكنولوجيّ السريع الذي يُؤثّر في أنماط الحياة بشكل كبير ، ولذا لا يجد الباحث في الفقه الإسلامي ذكراً لقراءة القرآن من الهاتف المحمول ، إلا أنّ لهذه المسألة أصلاً في الفقه الإسلاميّ ، وهو حكم قراءة القرآن من المُصحف أثناء الصّلاة . وفيما يأتي سرد لآراء العلماء في حكم قراءة القرآن من المُصحف أثناء الصّلاة :
- قد ذهب أبو حنيفة إلى فساد الصّلاة في حال قراءة القران من المُصحف سواء كان قليلاً أو كثيراً ، إماماً أو مُنفرداً ، أو أُميّاً لا يمكنه القراءة إلا منه أو مُتعلِّماً ، وذكروا لأبي حنيفة في علّة الفساد وجهين :
الوجه الأول أنّ حمل المصلي للمُصحف والنّظر فيه وتقليب أوراقه عمل كثير ، والثّاني أنّه تمّ التّلقين من المُصحف فأصبح كما لو تمّ التّلقين من غيره ، وعلى الوجه الثّاني لا فرق بين المُصحف الموضوع والمُصحف المحمول عنده ، وعلى الوجه الأول يفترقان . ويستثنى من ذلك ما لو كان حافظاً لما قرأه وقرأ بلا حملٍ المُصحف فلا حرج في ذلك ولا تفسد صلاته ؛ لأنّ هذه القراءة مُضافةٌ إلى ما تم حفظه لا إلى التلقين من المُصحف ومُجرّد النّظر بلا حمل غير مُفسِد ؛ لعدم وجهَي الفساد . كما قيل : لا تفسد ما لم يقرأ آية ؛ لأنّه مِقدار ما تجوز به الصّلاة عنده .
- رأى المالكيّة بكراهة القراءة من المُصحف في صلاة الفرض بشكل مطلق ، سواء كانت القراءة في أوّله أو خلاله ، كما فرّقوا في صلاة النّفل بين القراءة من المُصحف في أثنائها و القراءة في أوّلها ، فكرهوا القراءة من المُصحف في أثنائها لكثرة اشتغاله به ، كما أنهم أجازوا القراءة دون كراهة في أولها ؛ لأنّه يُغتَفر فيها ما لا يُغتَفر في الفرض .
- ذهب الشافعيّة والحنابلة إلى أنه من الجائز قراءة القران من المُصحف في الصّلاة .
