في تصنيف اسئلة واجابات بواسطة

هل يجوز بيع القطط ؟

اختلف علماء الفقه في حكم بيع القطط قديماً وحديثاً ؛ فبعضهم عارض ذلك وحرَّمه ، و البعض الآخر رأى  جواز ذلك ، وفيما يلي بيان آراء الفقهاء وأقوالهم وأدلّتهم في حكم بيع القطط ، وتوضيح الأدلّة وفق ما رأى كلّ فريقٍ منهم:

حُرمة بيع القطط : ذهب بعض العلماء إلى تحريم بيع القطط  شرعاً، ومن العلماء الذين ذهبوا إلى ذلك الإمام ابن حزم الظاهريّ ، والإمام أحمد بن حنبل في روايةٍ عنه ، ونُقِل القول بذلك أيضاً عن أبي هريرة حسب ما نقل ابن المنذر، بينما السبب وراء تحريم بيع القطط عند من قال ذلك من العلماء هو أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك بشكل صريح ؛ حيث رُوِي في صحيح مسلم عن أبي الزبير أنّه قال : ( سَأَلْتُ جَابِراً عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ، قَالَ: زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ) ، كما ثبت في السنن عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أنّه قال: ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ ). كما ثبت عن ابن القيم أنّه قال في حكم بيع القطط : ( وكذلك أفتى أبو هريرة رضي الله عنه، وهو مذهب طاووس، ومجاهد، وجابر بن زيد، وجميع أهل الظاهر، وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو الصواب لصحة الحديث بذلك، وعدم ما يعارضه فوجب القول به) ، وكان ممّا قاله ابن المنذر كذلك كما ذكر صاحب المجموع : ( إن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن بيعه - يعني بيع القطط - فبيعه باطل، وإلا فجائز ). 

جواز بيع القطط : ذهب البعض الاخر من العلماء إلى القول بذلك جماهير أهل العلم ، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة ( أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعيّ ، وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه ) ، كما قال ذلك معظم فقهاء الأمة وعلمائها ، بينما من قال جواز بيع القطط فقد اعتمد على عدّة نقاط أساسية في ذلك ، ومن هذه النقاط أنّ الأصل في جميع الأمور الإباحة في حال عدم ورود نصٌ قاطعٌ بالتحريم ، ولم يرد نهيٌ قاطعٌ عن بيع القطط في الشرع ، أمّا ما ورد عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقد حمّله أصحاب هذا الرأي على النهي عن بيع القطط المستوحشة التي يمكن أن تُلحق الضرر بالناس ، فيكون بذلك النهي خاصّاً بنوعٍ من أنواع القطط وليس شاملاً لكل أنواع القطط ، وفيما يلي بيان أدلّة الفريق القائل بجواز بيع القطط : 

إنّ الانتفاع بالقطط وتربيتها جائزٌ شرعاً ، ولم يرد ما ينهى عن ذلك في الشريعة الاسلامية ؛ ممّا يُشير إلى أنّ بيعها جائزٌ ليس محرم  كذلك لبقاء الحكم على الأصل . 

إنّ القطط طاهرةٌ في أصلها كغيرها من الحيوانات الاليفة ، مثل البغل والحمار ؛ حيثُ أنه أُجيز بيع القطط بشكل قياسي على غيرها من الحيوانات ؛ لجواز الانتفاع بها شرعاً . 

إنّ الحديث الوارد عن النبي في النهي بيع القطط يُقصد به بيع القطط الوحشيّة التي يمكن أن تُلحق الضرر والأذى بالناس ، فحُرِّم بيعها لما فيها من ضرر بالناس وليس لأنّها قطط . 

إنّ بالنهي المراد عن بيع القطط الوارد في الحديث يُعدّ كراهة تنزهيااً وليس تحريماً ، ولا شكَّ أنّ الكراهية و التحريم لا يستويان .
يُصبح بيع القطط مُحرّماً إذا ما اتّخذ الناس السبل والوسائل للترفيه وحسب ؛ بحيث أصبح القصد من بيع القطط التباهي فقط ، وتنفق في سبيل ذلك المبالغ الطائلة ، وتنافست في هذا الأمر الشركات والمؤسّسات بقصد إظهار بذخها وثراها .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
هل يجوز بيع القطط

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع الخليج التعليمي،

حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين .

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

انضمو إلى جروب التلجرام لحل الأسئلة مباشرة

  Telegram  

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

الموقع تحت اشراف الأستاذ أبو الفهد

...