في تصنيف اسلاميات بواسطة
عُدل بواسطة

من هم الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك 

إن الله يمهل ولا يهمل،  فمنذ بداية التاريخ والحياة الدنيوية، وعند خلق آدم نزل شيء عظيم ، ألا وهو (التوبة) ، صحيح أن آدم عليه السلام نبي ولكن بالرغم من نبوته إلا أنه أخطأ وتاب ، وجاء ديننا الاسلامي يؤكد أن جميع ولد آدم خطاؤون، وخيرهم الذي يعود تائبا،  فسارواعلى ذلك منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم ولا زلنا نأخذ منهم العبر.

دعونا نضرب مثال يؤكد على ذلك :

قصة الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك

 ونشير إلى ما حصل أيام غزوة تبوك؛ فسنعرض  قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك الغزوة التي كانت قائمة في وقت حر وزمن قحط؛ ولتكون اختبارا وامتحانا لقلوب المؤمنين، فالطريق طويل شاق، والعدو قوي لا يستهان به.

فنادى منادي الجهاد عندما تناهى إلى مسامع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم يحشدون قواتهم على مشارف الشام لغزو المسلمين؛ فسارع الصحابة حينها لتلبية النداء وبدأوا يعدون العدة والعتاد لتجهيز جيش العسرة إلا ثلاثة من الصحابة رضوان الله عليهم استسلمت أنفسهم للراحة إلى جانب بعض المنافقين الذي كانوا يجهزون الأعذار الكاذبة.

وهذه سرد القصة باختصار .

معنى الغزوة 

هي الجيش الذي يخرج من بلاده أو موطنه؛ بقصد قتال أهل الكفر ومواجهتهم، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائداً ومُشاركاً في العديد من الغزوات.

فتفرق الغزوة عن السرية بالنسبة لوجود رسول الله، ف المواجهة التي لا يكون فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-فيُطلَق عليها اسم السريّة.

أسباب الغزوات 

١.ردّ عدوان المُعتدين على الدولة الإسلاميّة الذين كانوا يكيدون للإسلام وأهله،

٢. الرغبة بإقصاء الدين الإسلاميّ وإخفائه، وحاولوا اقتلاعه من جذوره.

٣. الدفاع عن النّفس، والأهل، والدّين، والوطن، وحماية الدّعوة لتصل إلى النّاس جميعاً.

أهداف الغَزَوات

 ١.إشعار الجميع بوجود الكيان الإسلاميّ.

٢. حماية الدّعوة الإسلاميّة، وتأمين انتشارها. ٣.نشر السلام في شتّى بِقاع الأرض، والدّفاع عن المُستضعَفين. 

٤.إظهار هيمنة الحقّ.

غزوة تبوك: 

وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، حيث بلغ عدد المسلمين ثلاثين ألف صحابيّ و هي إحدى الغزوات التي حدثت في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، التي وقعت في شهر رجب في السنة التاسعة للهجرة، بعد فتح مكّة، وهي آخر غزوة شارك فيها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ولهذه الغزوة مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، لأنّ المسلمين فيها استطاعوا إثبات قوّتهم أمام العالم أجمع.

لقد كان السبب الرئيسيّ من هذه الغزوة هو

 كانوا يريدون التخلّص من الخطر المحدق بالإسلام والمسلمين من قبل الروم،  هؤلاء الذين لم يحتملوا خسارتهم في معركة مؤتة أمام المسلمين،فلقد قام المنافقين بمراسلة الروم حيث دسّوا المكائد للمسلمين، وارتكاب العديد من الجرائم في حق رسولنا الكريم وكذلك في حق المسلمين، حيث أنهم قاموا ببناء مسجد الضرار لإيهام المسلمين، إلا أنّ هذا المسجد شكل مركزاً لتجمع المنافقين،  حيث أن رسول الله لم يدخل ذلك المسجد وقام بهدمه جراء انتهاء المعركة.

أسماء الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك:

أولهم( مرارة بن الربيع)؛  الذي تخلف بسبب بستان له قد أينعت ثماره، فحدثته نفسه: كيف تترك الشجر والظل والثمر، وتخرج في شدة الحر؟

ثانيهم( هلال بن أمية)؛ فقد اجتمع أهله في المدينة، وأحب أن يأنس بقربهم، فتردد في الذهاب إلى أن فاته الغزو.

ثالثهم( كعب بن مالك)؛ لم يمنعه عن الخروج والجهاد إلا التردد والتسويف، فكلما أراد أن يجهز نفسه للغزو ترده نفسه، إلى أن غادر الجيش ولم يعد باستطاعته اللحاق به.

بعد أن تخلفوا عن الغزوة لا بد من عقوبة لهم ،

تتفيذ العقوبة

نهى رسول الله جميع الصحابة أن يحاكوا ويتحدثوا مع هؤلاء الصحابة ، وبالتالي أخذ الناس يجتنبوهم ويتحاشون التعامل معهم، واستمرت الممناعة ٥٠ يوم ، كانمرارة وهلال ممن التزم بتلك العقوبة فلزما بيوتهما بالبكاء، بينما معي فاستمر يذهب للصلاة إلى المسجد ويسلم على رسول الله وينظر إليه ينتظر الرد عليه ، ففي أحد الأيام وكعب يجول في الأسواق إذ برسول الله يهديه كتابا جاء فيه :《أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ》،فما كان من كعب إلا أن رمى به في التنور.

حتى إذا مضت أربعون ليلة إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي كعب فيقول له: “إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ،” فقال: “فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا.”

حتى أن وصل الأمر إلى زوجته فاستأذنت رسول الله لأن يبقى معها لتسانده،  فهو رجل كبير لا يقدر على خدمة نفسه، فوافق رسول الله لطلب امرأته، ألا أن كعب رفض ذلك وقال سألتزم أوامر رسول الله وأرسلك لبيت أهلك ، 

وأكمل عشر ليال أخرى على هذه الحال، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولما أتم خمسين ليلة جاءه الفرج من فوق سبع سماوات، ونزل فيه وفي أصحابه قرآنًا يتلى إلى يوم الدين فقال الله جل في علاه: 《وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ》، وكان حينها كعب في بيته قد أنهكه الهجر، حين سمع صوتًا يقول: “يا كعب بن مالك أبشر” فعلم أنه تاب الله عليه، فخر ساجدًا لله، وأعطى من بشره ثوبه الوحيد الذي لا يملك غيره، وخرج مسرعًا للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا وصف كعب للقاء:

《وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. قَالَ كَعْبٌ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ «أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ». قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ «لاَ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك، قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ》

وبعد أن سردنا القصة وآلامها إلا أننا استفدنا أن هؤلاء الثلاثة صدقوا مع رسول الله والتزموا أوامره، فلو اتخذت الكذب منجيك فالصدق أنجى وبذلك نجوا من عذاب يوم شديد .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة

 مرارة بن الربيع و هلال بن أمية و كعب بن مالك

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع الخليج التعليمي،

حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين .

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

انضمو إلى جروب التلجرام لحل الأسئلة مباشرة

  Telegram  

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

الموقع تحت اشراف الأستاذ أبو الفهد

...