هل من المحتمل لفيروس كورونا أن يعود لجسم الإنسان مرتين متتاليتين ؟هل من الممكن لشخص شفي من كورونا أن ينتكس مرة اخرى ؟؟ كيف من الممكن لشخص شفي وجاءت نتائج فحصه سلبي أن يتعرض للمرض في وقت لاحق ؟؟
.
.
هل الفحوصات غير كافية ؟ أم الفيروس له قدرات خاصة ومميزة ؟
مثل هذه الأسئلة تشغل العلماء والمختصين كما أنها تشغل بال عامة الناس ، خصوصاً بعد تكرر مثل هذه الحالات في الفترة الأخيرة في أكثر من مكان في العالم .
أثارت انتكاسة عانت بها سيدة في أوساكا اليابانبة وعدد من الأشخاص في الصين أسئلة حول المقدرة على مكافحة المرض بشكل فعال في ظل ما يبدو أنه قدرة على التجدد . حسب وسائل إعلام صينية حوالي 14 ٪ من الناس الذين تعافوا من كورونا في مقاطعة غوانغدونغ الصينية قد كانت تحاليلهم اللاحقة إيجابية من ناحية إصابتهم بالفيروس .
فالمريضة اليابانية عاودتها أعراض المرض وهي آلام الحلق والصدر ، لكنها تبدو الوحيدة التي عانت من أعراض كورونا مرة أخرى. الباقي لم يعانوا من أي أعراض .
كيف نفسر "تكرر الإصابة"؟
.
.
قد لا تبدو نظرية مهاجمة المرضمن جديد للاشخاص الذين تعافوا مقنعة للعلماء ، فهم يشككون بإحتمالية حدوثها خلال هذه الفترة القصيرة وإن كانوا لا يستبعدون الاحتمال بشكل كلي.
فعادة ما تؤدي الإصابة بفيروس لخلق نوع من المناعة المؤقتة لمهاجمة ذلك الفيروس ، والتي تبدو لدى هؤلاء المرضى قصيرة للغاية إذا افترضنا أن المرض عاد لهم بالفعل ، وهو ما يستبعده العلماء تبعاً للآلية التي يعمل بها الجسم وافرازه للأجسام المضادة عند الإصابة بالفيروس التي تبقى في الجسم لفترة معينة وتعمل كجيش دفاع لصد الفيروس مرة ثانية . إن هذا الجدل يطرح سؤالاً آخر عن فترة المناعة التي تتلو الإصابة بفيروس كورونا والتي لا تزال غير محددة .
ولهذا يرى العلماء أن التفسير المنطقي لما يحدث هو بقاء الفيروس في حالة كمون في الجسم ، مع أعراض بسيطة وأحياناً دون أعراض ، لتتفاقم الحالة في وقت لاحق في حال هاجم الفيروس الرئتين ، أي يبقى الفرد حاملاً للفيروس ، لكن المرض لا يظهر إلا بحالة التعب الشديد ، وبالتالي قد يختفي المرض ظاهرياً قبل أن تهاجم أعراضه الجسم بقوة .
تفسر هذه الآلية حالة عدد من المرضى الذين أشارت كانت تحاليلهم إيجابية أي مصابين بالفيروس بعد أيام قليلة من التحاليل التي أفادت خلوهم من الفيروس وعلى أساسها غادروا الحجر الصحي .
والتفسير الآخر يتعلق بمدى دقة التحاليل الطبية ، فالتحاليل التي تجرى للمرضى من المحتمل أن تعطي نتيجة سلبية إن كان الفيروس موجود في الجسم بنسبة ضئيلة ، لا يستطيع الفحص رصدها . كما يؤكد الخبراء أن التحاليل السلبية لا تعني بالضرورة خلو الجسم من الفيروس .
