قل ياعبادي الذين اسرفوا خرج الخبر عن مقتضى الظاهر بسبب
ما هو الإعراب:
الإعراب هو: الإبانة عن المعاني بالألفاظ؛ فمثلًا عندما نقول: (يحترمُ أحمدُ أباه)، و(شكَر سعيدًا أبوه)، علمت برفع أحدهما ونصب الآخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرجًا واحِدًا لاستبهم أحدهما من صاحبه،والإعراب موجودٌ في بعض اللغات؛ مثل اللاتينيَّة؛ لكنَّه لا يُدانِي أهميَّة الإعراب في العربيَّة، ثم إنَّ اللاتينيَّة قد اندَثرت وصارت لغةً من التاريخ لا واقِع لها، بل كان الإعراب في اللاتينية من أسباب صعوبتها، أمَّا هو في العربية فله عدَّة ميزات وفوائد نذكُر منها على سبيل الإيجاز والاختصار لذلك سنقوم اليوم بتوضيح مقتضى الظاهر وخروج الخبر عنه والسبب في ذلك قل ياعبادي الذين اسرفوا خرج الخبر عن مقتضى الظاهر بسبب.
فوائد الإعراب:
1.الإعراب دليل التخفيف والإبانة عن المعاني بسهولة ويُسر.
2 - الإعراب وسيلةٌ من وسائل الإبداع والبلاغة؛ فبه نستَطِيع التقديم والتأخير اهتمامًا بالمتقدِّم وإبرازًا له، ولا يختلُّ المعنى أو يلتَبِس طالما أنَّ هذا التقديم خاضِع لقواعد النحو.
3 - الإعراب هو ضربٌ من ضروب الإيجاز في اللغة؛ لأنَّنا بالحركات نكتَسِب معاني جديدة دون أن نضطرَّ لزيادة حجم الكلمة أو رفدها بمقاطع أخرى أو بأفعال مساعدة.
4 - الإعراب يُتِيح للعربيَّة قدرةً هائلة في التعبير عن المعاني والتفنُّن في الأساليب، وتجعلها أكثر مرونةً وتصرُّفًا في بناء التراكيب.
5 - الإبانة عن المعاني، وكثيرٌ من الجُمَل في العربية لا يبين معناها إلا بالإعراب.
مثال على ذلك:
لماذا الحديث عن يوم القيامة بصيغة الماضي أو أني أتوهم ذلك؟رصد علماء اللسان العربي جماليات اللغة العربية، ثم وضعوها في ثلاثة أبواب وهي المعاني والبيان والبديع، وفي باب المعاني هناك فصل يسمونه الخروج عن مقتضى الظاهر ومن صوره: وضع الضمير مكان الظاهر ، وأغراضه ، وأمثلته ،و صرف المتكلم مراد المخاطب ، والالتفات وتعريفه و التعبير عن المستقبل بصيغة الماضي وكذلك القلب ، و رصدوا فيه عدة ظواهر جمالية، ومنها التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي لغرض تحقيق الوقوع ،وإليه أشار في الإيضاح بقوله ومنه التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي، تنبيهًا على تحقق وقوعه، وأن ما هو للوقوع كالواقع، كقوله تعالى:{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرض}فانظر كيف عبّر عن المستقبل بقوله ففزع التي هي صيغة الماضي لتعميق الحس بالوقوع فعلاً.
