كيف اتاكد ان الله غفر لي وسامحني وتاب علي ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في موقع الخليج العربي الذي لا يفتأ أن يقدم لكم كل جديد من المعلومات كيف اتاكد ان الله غفر لي وسامحني وتاب علي ؟ الكثير من الأشخاص يتسائلون حول كيف اتاكد ان الله غفر لي وسامحني وتاب علي ؟ وهل غفر الله له في رمضان أم لا والحل هو أن الشخص يعلم ما قدم في رمضان من طاعات وهو خير شاهد على نفسه وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. يقول تعالى : ( إن الحسـنـات يـذهـبن السـيئات ) هود 114 ، ويقول رسولِ اللَّهِ ﷺ، : ( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ ) رواهُ التِّرْمذيُّ .
والتخلص من السيئات يتم بطريقة عمل الحسنات بعد السيئات مباشرة ،تقول الآية الكريمة : ( ربنـا فـاغفـر لنـا ذنـوبنـا ، و كـفّر عنـا سـيـئاتنـا ) آل عمران 193،أي أن الذنوب تحتاج إلى مغفرة بينما السيئات تحتاج إلى عفو ,يقول تعالى : ( و يعفـو عـن السـيئـات ) الشورى 25 ، أي إلى ستر وتغطية من الله والناس ، والستر هو الكفر ، ولذلك ندعو الله سبحانه : ( و كـفّر عنـا سـيـئاتنـا ) ،( و لا يرضى لعبـاده الكـفْر ) الزمر 7 فالمعنى اللغوي لكلمة الكُفْر هو التغطية والستر ، لذلك يسمى المزارعون كُفّارا لأنهم يُغطّون الأرض بالمزروعات فقال تعالى ( أعْجبَ الكُفّار نباته ) الحديد 20 ، و تسمى المزرعة ب [ الكَفْر ] ، و قال تعالى : ( و مَنْ يتّق الله يُكفّر عنه سـيّئاته ) الطلاق 5 ، أي يسترها .
والكُفْر نوعان : كفر العبادة وكفر نعمة الله وتعليماته ، اما الاول فقد أوضحه الله سبحانه في سورة الكافرون : ( قُلْ يا أيّهـا الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ...... ) . و هم وحدهم الذين سوف يُشاهدون نار جهنم في الآخرة لقوله تعالى : ( و عرضْنـا جهنّم يومـئذٍ للكافرين عرْضـاً ) . اما النوع الثاني فهو لا يخرج صاحبه من الإسلام ويتضح ذلك في قول سليمان عليه السلام : ( ليبْلوني أ أشْكر أمْ أكْفرْ ) ، وحاشى سليمان كفر العبادة ، ومن الأمثلة قوله صلى الله عليه وسلم : [ سبابُ المؤمن فسوق و قتالهُ كُفْر ] رواه البخاري ، و قوله : [ ليس بين العبْد و الكُفْر إلاّ ترْكُ الصلاة ] رواه مسلم ، وغيرها من الاحاديث النبوية الشريفة ، وكل هذه الأعمال [ الكفْر ] قابلة للمغفرة لقوله تعالى : ( قُلْ للذين كفروا : إنْ ينتهوا يُغْفرْ لهم ما قدْ سلَفْ ) الأنفال 38.
وقد طلب الله بشكل خاص من الرجال أن يغفروا ويعفوا عن النساء ، بقوله تعالى : ( و إن تـبدوا خـيراً أو تخـفوه ، أو تعفـوا عـن سـوء ، فـإن الله كـان عفـواً قـديراً ) النساء 149 ، ويقول سبحانه : ( و أن تعفـوا أقـرب للتقـوى ، و لا تنسـوا الفضـل بينكـم ) البقرة 237 . أما ذنوب الناس فهي كثيرة مع الله سبحانه ومع الناس ، و لذلك نطلب من الله أن يغفر لنا ذنوبنا : ( الـذين يقـولون : ربنـا إننـا آمـنـا ، فاغفـر لنـا ذنـوبنـا ، و قنـا عـذاب النـار ) آل عمران 16 ، و كذلك نطلب من الناس أن يغفروا لنا ذنوبنا معهم : ( قالوا يـا أبـانـا اســتغفر لنـا ذنـوبنـا ، إنـا كنـا خـاطـئين ) يوسف 97 ، ولا يجوز معاقبة الأبرياء بدون ذنب ارتكبوه : ( و إذا المـوؤدة سـئـلت ، بـأي ذنـب قتـلت ) التكوير 9 .
اما الأمور التي لها عواقب وتبعات تقتضي القصاص أو الصلح و الغفران ، يقول موسى عليه السلام : ( و لـهم عـليّ ذنـب ، فـأخـاف أن يقتـلون ) الشعراء 14 ، و الرسل والأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام لا يوجد عندهم ذنوب مع الله تعالى ، ولكن مشاكلهم تكون بينهم وبين الناس ، لذلك موسى عليه السلام في بداية كلامه مع الله تعالى لم يقل لله : [ رب اغفر لي ذنبي ] ، بل قال : ( رب اشـرح لي صـدري ) طه 25 . جعلكم الله من الذين غفر لهم ذنوبهم وكفر عنهم سيئاتهم ، ومن الذين عفا عنهم وعافاهم من الذنوب والسيئات وأعتق رقابهم من النار وصلى الله وسلم على صاحب الخلق العظيم سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعـين .
