في تصنيف منوعات بواسطة

اثر الفساد على الحقوق الاقتصادية والتنمية المستدامة

اثر الفساد على الحقوق الاقتصادية والتنمية المستدامة:

الاقتصادات المنكوبة بمستوى عالٍ من الفساد - التي تنطوي على إساءة استخدام السلطة في شكل أموال أو سلطات لتحقيق أهداف معينة بطرق غير مشروعة أو غير نزيهة أو غير عادلة - ليست قادرة على الازدهار تمامًا مثل تلك ذات المستوى المنخفض الفساد. إن الاقتصادات الفاسدة غير قادرة على العمل بشكل صحيح لأن الفساد يمنع القوانين الطبيعية للاقتصاد من العمل بحرية. ونتيجة لذلك ، يتسبب الفساد في العمليات السياسية والاقتصادية للدولة في معاناة مجتمعها بأكمله.

  • الدول التي لديها مستوى عال من الفساد غير قادرة على العمل بكفاءة أو الازدهار على المستوى الاقتصادي ، مما تسبب في معاناة المجتمع ككل.
  • تميل اقتصادات الأسواق الناشئة إلى أن تكون مستويات الفساد أعلى بكثير مقارنة بالدول المتقدمة.
  • يمكن أن يؤدي الفساد إلى توزيع غير متكافئ للثروة حيث تواجه الشركات الصغيرة منافسة غير عادلة من الشركات الكبيرة التي أقامت علاقات غير قانونية مع المسؤولين الحكوميين.
  • في الاقتصاد الفاسد ، يتم تخصيص الموارد بشكل غير فعال ، والشركات التي لم تكن مؤهلة لربح العقود الحكومية غالبًا ما يتم منحها مشروعات نتيجة للرشوة أو الرشاوى.
  • كما تتدهور جودة التعليم والرعاية الصحية في ظل اقتصاد فاسد ، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة بشكل عام لمواطني البلاد.

الفساد السياسي:

البعض يتكلم عن الفساد في معرض نقده الواقع الأخلاقي لنظام سياسي في دولة ما، كأنه نقصية أخلاقية عند بعض الأفراد، أو كأنه خلل فردي، الفساد الأخلاقي الإداري يصبح ظاهرة عامة حين يولد من رحم الفساد السياسي و يترعرع في حضنه، يحميه و يؤهله حتى يصبح عاهة دائمة في المجتمع و النظام السياسي القائم، و هذا ما اصطلح عليه الفساد المؤدلج، و يترتب على ذلك حين علاج تلك الظاهرة تغيير لطبيعة النظام السياسي، حيث لا تكفي و لا تفي محاسبة المرتكبين للقضاء على هذه الظاهرة.. الفساد السياسي هو ثلاثة أمراض في ممارسة و تشكيل و انبثاق السلطة : – الاستئثار بالسلطة: و ما ينتج عنه من الغاء المختلف سياسيا أو دينيا أو ثقافيا.. – سوء استخدام السلطة: من أجل المصلحة الخاصة كبديل عن المصلحة العامة.. – عجز السلطة: أي يوضع في موقع القرار شخص لا يملك مؤهلات القرار.. و كل من يعمل للقضاء على ظاهرة الفساد في الدولة و المجتمع و الأحزاب و كل المؤسسات يجب أن ينطلق من مواجهة هذه الأمراض من خلال سن القوانين و اتخاذ الإجراءات الكفيلة في درء خطر هذه الأمراض أو تطويقها و تقليل أثرها على مقدرات الدولة و المجتمع طالما هي سمة طبيعية لكل كائن حي.. و من هنا يستقيم البحث عن النظم السياسية و ما يسمى الديمقراطية بكل منطلقاتها و أشكالها و الحرية و قوانينها في الدساتير بحيث تخدم و ترعى حيوية المجتمع و وحدته و تحسين حياة أبناءه و وحدة هوية الدولة و بناء قوتها

 ليس الحديث في طبيعة السلطة في صميم الحياة السياسية و الثقافية و الاجتماعية حديثا نافرا لا طائل له، السلطة شأن طبيعي في الإنسان و الجماعة في مؤسسات الحياة الاجتماعية كلها، و ما بروز شخصية الفرد و شخصية المجتمع، إلا تطور لافت و خطير و معقد في امتلاك الفرد سلطته على نفسه و امتلاك المجتمع سلطته على نفسه،  ومن خلال تطور و بسط سيادة الإرادة الشعبية في الدولة و تطور سلطة القرار و التشريع فيها.. و الصراع على السلطة في الدولة شأن صميمي في حيوية المجتمع، و ما التطور السياسي إلا تحويل هذا الصراع إلى تنافس سلمي و شأن تكتيكي في السياسة، و هذا ما نجده في البلدان المتطورة و المتقدمة.. في حين يكون هذا الصراع دمويا و مدمرا في البلدان التي تعاني نظمها السياسية من تلك الأمراض..و هذا ما نجده في النظام العربي الرسمي المتهالك المتداعي.. صحيح أن لبعض الأفراد عوامل فاصلة في التاريخ، هذا ليس لأنها صادرت السلطات بالعنف و التزوير و الاستقواء الخارجي، بل لأنها امتلكت سلطان القيادة بما امتلكت من مؤهلات أخلاقية و إبداعية فكرية و سياسية و كان لها قدرة على التأثير من خلال ذلك.. كم من الأفكار و المشاريع النهضوية و التغييرية الرائدة دمرت مؤسساتها تلك الأمراض و كم من الدول و الأمم القوية تقهقرت بفعل تلك الأمراض.. و لا يصلح هنا النأي بالنفس من خلال اقتلاع بعض الأمراض من تربتها و فضحها هو من باب ذر الغبار في العيون الرامدة أصلا.. “إننا نملك الشمس و لا نجيد إفتراع الصباح” في بلاد الشمس.

آثار الفساد في المجتمعات الفاسدة:

في المجتمعات الفاسدة؛ الفاسدون متضامنون ومتكافلون، تربطهم المصالح والمكاسب، لا يعيرون اهتماماً بالهموم الوطنية والإنسانية، ولا يلقون بالاً لحالات الفقر والبؤس المتفشية في المجتمع، لأن قلوبهم تصلبت، وانعدم عندهم الحياء، لديهم القدرة على تعطيل القوانين، وقتل القرارات، أينما وجدوا ينشرون الفساد، وبسببهم ترتفع الاسعار، وتكثر الرشاوي، ويظهر الانحراف، ويغيب الالتزام، ويختفي الانتماء، الفساد عشش في المجتمعات العربية فأغلب الناس في هذه المجتمعات يبررون الفساد ويسحجون للفاسدين ويلومون من ينتقد الفاسدين باعتبار أنه يعرض مصالحه للخطر وبعضهم يكتفي باضعف الإيمان وهو السكوت وقلة قليلة تنتقد الفساد فيجتمع عليهم الفاسدين والناس.

قصة وعبرة عن الفساد:

وقع حجر على ذيل ثعلب فقطع ذيلَه . فرآه ثعلب آخر فسأله لِمَ قطعت ذيلكَ ؟

قال له : إنّي أشعر بسعادة وكأني طائر في الهواء ، يالها من مُتعة .

فاغترَّ الثعلبُ الثانِي ، وقطع ذيله ! 

فلمّا شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثله ، سأله : 

لم كذبت عليّ ؟

قال : إن أخبرت الثعالبَ الأخرى بألمِك ، لن يقطعوا ذُيولهم مثلنا ، وسيسخرون منّا .

وظلَّا يخبران كلّ من يُقابِلاَه من الثّعالب بمتعتهما حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل .

ثمّ تحوّلت الى حالة عاديّة بينهم ، وأصبحُوا ينبذُون ويسخرُون من كلّ ثعلب له ذيل .. !

ــــــــــــــــ العِبرة ـــــــــــــــــ

شُيُوع الخطِيئة في المُجتمع ، لا تعنِي صَوابَها. ( فإذا عمّ الفساد صار الناس يُعيِّرُون الصّالحين بصَلاحهم ! واتّخذهم السُّفهاء سُخرية )إنّ المجتمع الفاســـد إذا لم يستطع إسكات أصوات المُصلحيـن ولم يجِدُوا لهم تُهمــــــة ، عيّروهــم بأجمــل ما فيهــم .

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

مرحبًا بك إلى موقع الخليج التعليمي،

حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين .

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

انضمو إلى جروب التلجرام لحل الأسئلة مباشرة

  Telegram  

-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- 

الموقع تحت اشراف الأستاذ أبو الفهد

...